بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : ما زال " أهل السنة والجماعة " يردون على المبتدعة ، وينكرون عليهم بدعهم ، ويمنعونهم من مزاولتها ، وإليك نماذج من ذلك :
• عن أم الدرداء قالت : دخل علي أبو الدرداء مغضبًا فقلت له : مالك ؟ فقال : ( والله ما أعرف فيهم شيئًا من أمر محمد إلا أنهم يصلون جميعًا ) .
• عن عمر بن يحيى قال : سمعت أبي يحدث عن أبيه قال : ( كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري ، فقال : أخرج عليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ ، قلنا : لا - فجلس معنا حتى خرج - ، فلما خرج قمنا إليه جميعًا ، فقال : يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته ، ولم أر - والحمد لله - إلا خيرًا قال : وما هو ؟ قال : إن عشت فستراه ، قال : رأيت في المسجد قومًا حلقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حصى ، فيقول : كبروا مائة ، فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، فيقول : سبحوا مائة ، فيسبحون مائة ، قال : فماذا قلت لهم ؟ فقال : ما قلت شيئًا انتظار رأيك ، أو انتظار أمرك ، قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ، ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليها ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ فعدوا سيئاتكم ، فأنا ضامن من أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ، هؤلاء أصحابه متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ، أو مفتتحوا باب ضلالة ، قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير ، قال : وكم مريد للخير لن يصيبه ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، وايم الله لا أدري لعل أكثرهم منكم ، ثم تولى عنهم . فقال عمر بن سلمة : رأينا عامة أولئك يطاعنوننا يوم - النهروان مع الخوارج - ) .
• جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس - رحمه الله - فقال : ( من أين أحرم ؟ فقال : من الميقات الذي وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحرم منه ، فقال الرجل : فإن أحرمت من أبعد منه ؟ ، فقال مالك : لا أرى ذلك ، فقال : ما تكره من ذلك ؟ ، قال : أكره عليك الفتنة ، قال : وأي فتنة في ازدياد الخير !؟ فقال : فإن الله تعالى يقول : ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ . [ النور : 63 ] ، وأي فتنة أعظم من أنك خصصت بفضل لم يختص به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) .
هذا نموذج ، ولا زال العلماء ينكرون على المبتدعة في كل عصر - والحمد لله - .
ومنهجهم في ذلك مبني على الكتاب والسنة ، وهو المنهج المقنع حيث يوردون شبه المبتدعة وينقضونها ، ويستدلون بالكتاب والسنة على وجوب التمسك بالسنن والنهي عن البدع والمحدثات ، وقد ألفوا المؤلفات الكثيرة في ذلك ، وردوا في كتب العقائد على " الشيعة ، والخوارج ، والجهمية ، والمعتزلة ، والأشاعرة " في مقالاتهم المبتدعة في أصول الإيمان والعقيدة ، وألفوا كتبًا خاصة في ذلك ، كما ألف الإمام أحمد كتاب " الرد على الجهمية " ، وألف غيره من الأئمة في ذلك كعثمان بن سعيد الدارمي ، وكما في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وغيرهم من الرد على تلك الفرق ، وعلى " القبورية والصوفية " .
وأما الكتب الخاصة في الرد على أهل البدع فهي كثيرة منها على سبيل المثال من الكتب القديمة :
• كتاب " الاعتصام " للإمام الشاطبي .
• كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم " لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فقد استغرق الرد على المبتدعة جزءًا كبيرًا منه .
• كتاب " إنكار الحوادث والبدع " لابن وضاح .
• كتاب " الحوادث والبدع " للطرطوشي .
• كتاب " الباعث على إنكار البدع والحوادث " لأبي شامة .
ومن الكتب العصرية :
• كتاب " الإبداع في مضار الابتداع " للشيخ علي محفوظ .
• كتاب " السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات " للشيخ محمد بن أحمد الشقيري الحوامدي .
• رسالة " التحذير من البدع " للشيخ عبد العزيز بن باز .
ولا يزال علماء المسلمين - والحمد لله - ينكرون البدع ، ويردون على المبتدعة من خلال الصحف ، والمجلات ، والإذاعات ، وخطب الجمع ، والندوات ، والمحاضرات مما له كبير الأثر في توعية المسلمين ، والقضاء على البدع وقمع المبتدعين .
المصدر من هنــــا