أم أنس السلفية الفلسطينية
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 26/01/2011
| موضوع: سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية يكفر حاكم تونس ، ويتحدث عن المظاهرات الخميس فبراير 03, 2011 4:26 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : ( منقول للفائدة )
لا أدري لماذا يصم الناس آذانهم ويغلقوا قلوبهم عن صوت العلماء الكبار في الأمور المفصلية ، التي تتعلق بحياة أناس وموت آخري ، وقيام دولة وذهاب أخرى ، والأمن واستتبابه ؟
أتراهم لا يسمعون ؟
أم هناك من لا يريد أن يسمعون ؟
الناس الذين استفتوا ابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله ومن بعدهم سماح المفتي وإخوانه من كبار العلماء حفظهم الله لا يمكن حصر هؤلاء الناس الذين يسألون عن أحكام صيامهم وصلاتهم وحجهم ونكاحهم !
فتجد أحد هؤلاء المتصلين يعيد حجة بفتوى ابن عثيمين وآخر يجدد عقد زواجه بفتوى الفوزان . وآخر يبقي على زوجته التي طلقها ثلاث دفعة واحدة في غضب بفتوى ابن باز ويستحل فرجها بتلك الفتوى .
ولكن حينما تأتي أمور خطيرة كالاضرابات العامة والمظاهرات وغيرها مما يتعلق بأمن الشعوب واستقرارها فالمرجع ينقلب رأساً على عقب !
المرجع حينها فقط
( الناعقون )
على اختلاف هؤلاء وتباينهم من إخوان وليبرالية وحزبية لأن دعاة هذه الفرق يستشرفون للفتن برؤوسهم ويشرأبون لها .
يقول سعيد حوى قارئاً جيداً، في كتابه 'هذه تجربتي: " كان لي دور رئيسي في ثلاث مظاهرات طلابية، الأولى حين طالب الإخوان المسلمون في سورية بإدخال نظام الفتوة في المدارس الثانوية، والثانية احتجاجاً على إعدام الإخوان المسلمين في مصر، والثالثة في الذكرى المشؤومة لوعد بلفور، وكنت المتحدث الرسمي في هذه المظاهرات عن الإخوان المسلمين " .
لقد كان يكفي الناس دليلاً على عدم استحقاق دعاة الحزبية لتوجيه الناس وقيادتهم أمران :
الأول : نصوص الكتاب والسنة ، وفهم السلف الصالح التي توجب على المسلم أن يأخذ دينه عن العلماء الثقات فقط .
الثاني : على المسلم أن ينظر في سالف الوقت ليجد أن العلماء الكبار ثابتون تبات الجبال في مواقفهم وفتاويهم ، وأنهم يعرفون الفتنة مقبلة .
بينما الآخرون يتقلبون ويتلونون ، وثبت فشلهم وفقههم للواقع في غير ما موقف ! ولا يعرفون الفتنة إلا حين تدبر !
مثال(1) :
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حذر من ابن لادن ومسلكه منذ عام 1415هـ ، ومعه طائفة من العلماء السلفيين .
بينما جاء كلام الداعية سلمان العودة المذبذب في أسامة بن لادن ما بعد عام 1429 هـ .
يعني ما يقارب 15 سنة بين كلام ابن باز والعودة ؟!
مثال(2) :
سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية -سابقاً- الشيخ عبد العزيز بن باز كفر الحبيب بو رقيبة أثناء حكمه لتونس وهذا أمر مشهور بين طلبة العلم ، ومع ذلك لم يدع التوانسة للتظاهر ضده فضلاً عن دعوتهم للخروج عليه البتة !
بينما سلمان العودة وقبل فترة قليلة أسبغ الثناء العاطر على ابن علي وحكومته مع إنه يعرف ( إن كان فقيهاً بالواقع حقاً ) أن بن علي أسوأ بمراحل من سلفه بو رقيبه ! ثم يأتي التلون الكبير بين عشية وضحاها ، وبعد أحداث تونس ليظهر سلمان العودة بلسان غير لسانه الأول ! أتدرون ما هذا ؟!
هذا ما يسميه الإخوان ( فقه المرحلة ) !
وهو ما يثبت فشلهم في ( فقه الواقع ) !
مثال (3) :
لنرجع بالذاكرة إلى أيام ثورة الجزائر ولنستمع إلى : صاحب شريط " شرح الطحاوية " رقم ( 185/2 ) في معرض ثنائه على موقف " جبهة الإنقاذ " بالجزائر: [ لمّا الدعاة والمشايخ قالوا نطلع مسيرة، طلع ثلاثة مليون ناس قالوا أخرجوا يريدون حكم الله، أخرجوا ... خرجوا النساء سبعمائة ألف خرجن يقولوا احكمونا بالقرآن نريد الحجاب الغوا الاختلاط ] .
واسمعوا إلى الآخر وهو يقول في خطبة جمعة : [ والذي نفسي بيده لقد خرج في الجزائر في يوم واحد سبعمائة ألف امرأة مسلمة متحجبة يطالبن بتحكيم شرع الله ] . هذا فقههم ( الواقعي والمرحلي ) !
أما فقه العلماء فهو كالتالي :
علق الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله على أحداث الجزائر في " جريدة المسلمون " العدد : ( 540 ) في 11/1/1416هـ ، فقال : (( إن الذين قتلوا من الجزائريين خلال ثلاث سنوات ... عدد كبير خسرهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى ... ... الواجب علينا أن ننصح بقدر المستطاع ... وقد علمتُم الآن أن هذه الأمور لا تمت إلى الشريعة بصلة ولا إلى الإصلاح بصلة، ولا نؤيد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نؤيدها إطلاقاً، ويمكن الإصلاح بدونها، لكن لا بد أنّ هناك أصابع خفية داخلية أو خارجية تحاول بث مثل هذه الأمور )) ا هـ .
ختاماً : من شك في كلامي أو تردد في قبوله فليضرب عليه ، وليأخذ بكلام العلماء أدناه صافياً عضاً طرياً :
من أقوال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" العلماء في السعودية يعرفون مشاكل العصر وقد كتبوا فيها كثيراً وأنا منهم بحمد الله وقد كتبت في ذلك ما لا يحصى ".
"فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق والأسلوب السيء العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله ، أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شرا عظيما على الدعاة فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليس هي الطريق للإصلاح والدعوة ، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذه الطريقة لا بالعنف والمظاهرة . فالنبي [ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ] مكث في مكة ثلاثة عشر سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم ، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر الدعوة والدعاة ويمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن ، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب لكن يحصل ضده ، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها أو يقضي عليها ولا حول ولا قوة إلا بالله".(مجلة البحوث الإسلامية عدد 38 ص 210).
وقال في رد على عبد الرحمن عبد الخالق :
" ذكرتم في كتابكم فصول من السياسة الشرعية ص31-32: أن من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة التظاهرات (المظاهرة) ولا أعلم نصاً في هذا المعنى فأرجو الإفادة عمن ذكر ذلك وبأي كتاب وجدتم ذلك فإن لم يكن في ذلك مستند فالواجب الرجوع عن ذلك لأني لا أعلم في شيء من النصوص ما يدل على ذلك. ولما قد علم من المفاسد الكثيرة في استعمال المظاهرات، فإن صح فيها نص فلا بد من إيضاح ما جاء به النص إيضاحاً كاملاً حتى لا يتعلق به المفسدون بمظاهراتهم الباطلة ".
الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
س: هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل ومآسي الأمة الإسلامية ؟ .
جـ / ديننا ليس دين فوضى، ديننا دين انضباط، دين نظام، ودين سكينة . والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين و ماكان المسلمون يعرفونها ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة لا فوضى فيه ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام . والحقوق يتوصل إليها دون هذه الطريقة. بالمطالبة الشرعية، والطرق الشرعية . هذه المظاهرات تحدث فتناً كثيرة، تحدث سفك دماء، وتحدث تخريب أموال، فلا تجوز هذه الأمور .
| |
|