شريط بعنوان: الطريق الصحيح لإقامة دولة إسلامية – حكم العمليات الاستشهادية. للشيخ الألباني رحمه الله.
www.alalbany.info (http://www.alalbany.info/)
ليعلم كلّ مسلم صادق ينشد الحقّ ويعمل جاهدا لنصرة دين ربّه ، أنّ كشف بعض أخطاء العلماء لا ينقص من قدرهم ومنزلتهم شيئا في أعيننا ولكنّ الخطر كلّ الخطر هو أنه صار لهذهّ الأخطاء الخطيرة مدرسة قائمة بذاتها لها أتباع يردّدونها في جميع بلدان المسلمين فوجب التنبيه.
السائل: إذا كان هناك قادة لهم عسكريون وأوعظوا إلى بعض الأفراد أنْ يُهاجموا فئة من اليهود..
الشيخ : الله يهدينا وإيّاكم، الحركة القائمة اليوم في الضفة هذه حركة ليست إسلامية شئتم أو أبيتم، لأنَّهم لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدّته ، أين العدّة؟؟؟ العالم الإسلامي كله يتفرج وهؤلاء بيتقتلوا ويتذبحوا ذبح النعاج والأغنام، ثمَّ نريد أن نبني أحكام كأنَّها صادرة من خليفة المسلمين ، ومن قائد الجيش الذي أمَّره هذا الخليفة، ونيجي بأى لجماعة مثل جماعة حماس هذه، نعطيهم الأحكام الإسلامية، ما ينبغي هذا بارك الله فيكم، نحن نرى أنَّ هؤلاء الشباب يجب أنْ يحتفظوا بدمائهم ليوم الساعة، مش الآن..
تعقيب على ماتحت السطر.
يقول الشيخ بأنّ حركة حماس ليست إسلامية..
قلت: هل أيّ جماعة أو حركة إسلامية تبنّت الجهاد وسيلة للتغيير ولو كان هذا الجهاد جهاد دفع لا تعتبر جماعة إسلامية مادامت قد تخطّت مرحلة التربية؟.
الشيخ يرى " وهذا يلمسه كلّ من تأمّل في أقواله" أنّه يجب على أيّ جماعة التقيّد بما يسمّى " منهج المرحلية " مهما حدث حتّى ولو فرض علينا الواقع " والأحداث" تخطّي هذه المراحل لواقع خاص وجب فيه الجهاد ( كعدو صائل وجب دفعه) ، ولهذا نرى في أقواله مخالفات كثيرة للنصوص خصوصا في فقه الجهاد.
ثانيا: يقصد الشيخ : لو كانت حركة حماس فعلا تريد الجهاد لما أقحمت نفسها في مواجهة ضدّ اليهود وهي لا تملك السلاح، فهو لا يعترف بجهادها لأنّه يرى أنّها غير قادرة على مواجهة العدو.
قلت: إذا دخل العدو بلاد المسلمين صار الجهاد على أهل تلك البلدة فرض عين ، لا يشترط له شرط بل يـُدفع بحسب الإمكان ولو بالحجارة وهذا ما أجمع عليه السلف.
فهل يريد الشيخ من الاخوة في حماس أن يخالفوا النصوص الكثيرة التي جاءت تحثّ على الجهاد لردّ العدو بذريعة أنّهم لا يملكون السلاح؟.
ألم تدلّ النصوص الكثيرة على أنّ المسلم إذا تكلّف القتال وهو غير قادر فلا شيء عليه لقوله تعالى: فقاتل في سبيل الله لا تكلّف إلاّ نفسك وحرّض المؤمنين..؟.
قال ابن حزم : وهذا خطاب متوجه إلى كل مسلم ٬ فكلّ أحد مأمور بالجهاد وان لم يكن معه أحد. (المحلّى 7/ 351).
ثمّ من أخبر الشيخ بأنّ حركة حماس لم تعدّ العدّة ؟؟. فهذا خطأ محض يخالفه الواقع.
نفس القول قاله أيّام الاحتلال الروسي لأفغانستان فقد أفتى بعدم الجهاد وقال: بماذا نقاتلهم... وسخر من إمكانيات المجاهدين الذين يريدون مواجهة أعظم قوّة آنذاك؟ وما إن وصلته أخبار الانتصارات العظيمة ورسائل الشيخ عبد الله عزام رحمه الله غيّر رأيه وأفتى بالجهاد رحمه الله تعالى.
وينكر الشيخ أيضا على حركة حماس ماتقوم به من عمليات وهو الذي يقول في نفس الشريط : أميرالجيش المفروض أنَّه هو الذي يعرف .....،فهو يقال في مثله يعرف كيف تُأكل الكتف..
هو يتكلّم هنا عن العمليات الاستشهادية ويشترط إذن الأمير لذلك.. لكن مايهمّنا قوله : أمير الجيش هو الذي يعرف كيف تأكل الكتف..
فهو يقرّ هنا بأنّ أمير المجاهدين هو الذي يقدّر المصلحة وليس غيره.
إذاً ، مادام أمير المجاهدين هو وحده الذي بإمكانه أنيوازن مافي الفعلوالترك من المصلحة الشرعية والمفسدة الشرعية وهو الذي يقدّر المصلحة أو النكاية التي يمكن أن يحدثها القيام بعمل من أعمال الجهاد فكيف ينكر الشيخ على حركة حماس جهادها وهم الذين يعيشون في عمق وواقع الحدث عيانا والشيخ يجهل أمره تماما؟.
لهذا قال شيخ الإسلام : والواجب أن يُعتبر في أمور الجهاد برأي الدين بصحيح الذين لم خبرة بما عليه أهل الدنيا ، دون أهل الدنيا الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين ، فلا يؤخذ برأيهم، ولا برأي أهل الدين الذين لا خبرة لهم في الدنيا.( الاختيارات الفقهية ص 311).
كيف ينكر عليهم ذلك وهو القائل في شرحه وتعليقه على كتاب العقيدة الطحاوية ص 52: اعلم أن الجهاد على قسمين؛ الأول فرض عين، وهو صدّ العدو المهاجم لبعض بلاد المسلمين كاليهود الآن الذين احتلوا فلسطين..
ثالثا قوله: ثمَّ نريد أن نبني أحكام كأنَّها صادرة من خليفة المسلمين.. ونيجي .. لجماعة مثل جماعة حماس هذه،نعطيهم الأحكام الإسلامية.اهـ
يقصد مادام ليس هناك خليفة للمسلمين فأيّ عمل جهادي تقوم به جماعة مـــا لا يعتبر شرعيا مادام لم يصدر الأمر من خليفة المسلمين، بمعنى آخر هو يشترط إذن الإمام في جهاد الدفع مخالفا في ذلك أئمّة السلف ولهذا ضاعت الأوطان وهتكت الأعراض وكاد الإسلام أن ينهدم ويثلم لو لم يسخّر الله لهذه الأمّة رجالا فقهوا معنى لا اله إلاّ الله فقاموا بواجبهم وزيادة ، فجزاهم عنّا وعن الإسلام خيرا.