القول الأمين في صفات الحزبيين[1]
أقولُ لمن مضى فينا عليلاً *** ومـلَّكَ قلبَه هنْداً وليلى
أتَهنأ يا رفيقَ العمْرِ عَيْشاً *** وأنتَ ترى التحزُّب مُستطيلا ؟
أيُصبِح قلبُك المفتونُ وقفاً *** يُقَدَّم في يدي سُعدى قتيلا ؟
أتنسى كل حزبيٍّ غشومٍ *** يدُسُّ بنهجنا شَـراً ثقيلا
أقول لمن غدا فينا جهولاً *** ألا تُصغي إلى نُصحي قليلا
إذا ما كنتَ متخِذاً خليلاً *** فسافرْ في الدُّنا دهراً طويلا
فلستَ ترى بدربك غيرَ شخصٍ *** تحزَّبَ وامتطى شراً وبيلا
فذا السلفيُّ قد ولَّى كسِيفاً *** وذا الحزبيُّ قد أمسى خليلا
وذاك لأن ذا الحزبيَّ أُعْطي *** لساناً مصْلتاً يُعطي الدَّليلا[2]
ويُظهِرُ للمشايخ كل ودٍّ *** وإذ في الخلف قد صار العميلا
ويطعن دعوةً بغليظ قولٍ *** ولم يتْرُكْ لصالحنا جميلا
يقرِّب كلَّ من أضحى رديفاً *** لمنهجهم ولو كان الضليلا
ويخدِشُ كل من أمسى بعيداً *** عن الحزْب الممَجَّد مستقيلا
ألا يا أيها الشاكي رفيقاً *** تنكَّبَ عندما ضلَّ السبيلا
إليك صفاتِ حزبيٍّ تخفَّى *** لتعرفَ سمتَه وكذا الدَّليلا [3]
فقد سَلَّ الحسام لنا صباحاً *** كذا عصراً وليلاً أو مقيلا
ويَظْهر بالتلوُّن كلَّ حينٍ *** فليس بثابتٍ إلا قليلا
يبايع شيخَه سراً ويمضي *** يعاهدُه بأنْ يبقى طويلا
يقلِّد شيخَه سِراً وجهْراً *** يقدِّمه ولو ترَكَ الدَّليلا [4]
يقيْم ليوم مولده احتفالاً *** ويُظهر يوم مأتَمِه العَويلا
ولا يهتمُّ بالسنن اللواتي *** ترامتْ وامتطتْ قدْراً جميلا
يقول بأنَّها صارت قشوراً *** أريدُ الُّلبَ حتى لا أطيلا
يقسِّم شرع خالقنا جهاراً *** فذاك مقالُ من طعنَ الرسولا
ويسعى لاجتماع الناس حتى *** لو اجتمعوا على بِدَعٍ طويلا
يباهي أن يكون له كثيرٌ *** من الأتباع قد سلَكُوا السبيلا
وقد نَسي الأدلةَ أو تناسى *** مذمَّةَ كَثْرةٍ تبغي الوصولا
فكم من قلةٍ سادتْ وعزَّتْ *** وسارتْ بالهدى جيلاً فجيلا
ويَطْرحُ في الأُلى شُبَهاً جساماً *** وتلبيسـاً يقَدِّمـه بسيـلا[5]
ويلمز في مشايخنا فتاوىً[6] *** ويُلصِقُ فيهمُ قولاً وقيلا
ويطرح قول غيرهُمُ اختباراً *** ليُلقي في ذوي الأدوا[7] فضولا
وذاك لأنَّه مـا عاش نَصاً *** غدا التقليدُ منهجَه المثيلا
ينفِّر عن علوم الله قوماً *** وينصحهم بأن يأتوا الدليلا [8]
يقدِّمُ في العقيدة كلَّ فكْرٍ *** يوافقُ حزبَه الماضيْ نُزولا
ولا يعلو إلى علم القُدامى *** ويُدْخِل في مراتعنـا الدَّخيلا
ويُشغِل وقتَه بردئ فِعْلٍ *** وإذ بالعمْر قد أهوى ذُبولا
يقيْم مخيَّمـاً حتى يكونـوا *** لدى التُّجـار تذكاراً جميلا
فكم من دورةٍ قامت مـراراً *** وصار العلم شيئاً مستحيلا
ولو جئنا مشايخنا سراعاً *** وجدنا عندهم ظلاً ظليلا
علوماً قد سمَت من خير هديٍ *** ولستَ بناظر منهم بخيلا
فكمْ أَعطَوا وأَعطَوا بل تفانَوا *** ليُمْسي الشَّعب عينا ًسلسبيلا
وكم قد حذَّروا من كل حزبٍ *** تغلَّف واختفى فينا طويلا
فذاك الوادعيُّ له زمانٌ *** يحذِّر أنْ يرى فينـا ضليلا
يعيشُ لحزبه ويذلُّ علْماً *** وقد أمسى لأحزابٍ خليلا
فألقى شيخُنـا قـولاً بليغـاً *** يهـدِّد فيـه حزبيـاً عميلا
سيُطرَدُ من رُبا دمـاج ظُهراً *** ويَخرُجُ صاغراً وكذا ذليلا
ثَقيلَ العزْمِ فاسمع قولَ شيخٍ *** ينـوءُ بعزمـه مَن كان فيـلا
فهيا فلتقُلْ : يا ربِّ فاجعلْ *** لمُقْبلِنـا قبـولاً مسيطيـلا
دعَوْتُ لكم بخير كلَّ فجْرٍ *** كذا أدْعو إذا ما جئتُ ليلا
فأسألـه يسدِّدُكم صبـاحاً *** وينصرُكم إذا جئتم أصيلا
وقولوا كلُّكم : يا ربِّ فاحفظْ ** هنا شيخاً يعيـش لنا طويلا
كذا فادْعوا لمن ألقى قصيداً *** يُذلُّ به التحزُّبَ والعميلا
وأختمُ بالصلاة على رسولٍ *** فقـد روَّى بسنتـه الغليلا
دماج - صعدة
في يوم الأحد 11/4/1417 هـ
بقلم الشاعر
أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
[1] ملاحظة : ستأتي كلمة "الدليل" في هذه القصيدة أربع مرات لكل واحدة منهن معنى غير المعنى الذي تحمله الكلمات الأخريات فليتنبه
[2] الدليل هنا بمعنى إلقاء الآراء وطرْح الشُّبَه في ليِّ أعناق النصوص الشرعية عما أريد بها .
[3] الدليل هنا بمعنى العلامة .
[4] الدليل هنا بمعنى النص من الكتاب والسنة .
[5] البسيل مأخول من البسالة وهي الشجاعة الشديدة
[6] كفتوى شيخنا العلامة الوادعي في تحريم الانتخابات .
[7] الأدواء جمع داء وهو المرض , وإنما حذفت الهمزة من الأدواء لاستقامة الوزن .
[8] الدليل هنا : بلدة في محافظة "إب" .
للحصول على المادة الصوتية أنقر رعلى الرابط التالي
http://www.salafi-poetry.net/vb/attachment.php?attachmentid=85&d=1249714967